Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Profil

  • Tunisie mon pays!
  •  Vive la Tunisie Libre
  • Vive la Tunisie Libre

Recherche

Archives

15 mai 2008 4 15 /05 /mai /2008 21:25
حادثة محزنة من صميم الواقع
 
الحبيب ستهم
لي زميلة في الشغل قاربت الأربعين من عمرها، يصفها الجميع بالبشوشة لأنه قلما تفارق البسمة وجهها هذا إضافة إلى دماثة أخلاقها وحسن معاملتها للجميع. في الأشهر الأخيرة لاحظت مثل بقية الزملاء تغيرا  في مزاجها الذي أصبح يتسم بالحدة والعصبية ناهيك عن الفترات الطوال التي تسافر فيها بذهنها وجسمها باق في مكانه بحيث أصبحت كثيرة الشرود وغابت البسمة عن وجهها وحلت محله مسحة ممزوجة بالحزن والخوف والحيرة. دفعني فضولي وجرأتي التي طالما سببت لي الكثير من المشاكل إلى استفسارها عن أسباب التحول والانقلاب الصارخ والمخيف في مزاجها وحالتها النفسية. لقد كانت إجابتها واضحة وغامضة في نفس الوقت: حبها لإبنها البالغ من العمر ثمانية عشر سنة نعم إنه الحب الذي أنتج الخوف.. ليس الخوف من البطالة فتلك أصبحت عادية كما هو ليس الخوف من الضياع والانحراف فهي لم تغرس فيه سوى الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة وليس الخوف من رفاق السوء فقد حرصت على تجنيبه إياهم.. فقط إنه الخوف من فقانه وابتعاده عنها وفصله قهرا عنها.. لقد أصبح ابنها يصلي ويرتاد المسجد الموجود في الحي المشكل أن الأم واعية وتتابع الأخبار ومنها الحملات المتواصلة التي تطال الكثير من الشباب المتدين في كافة أنحاء البلاد وهي ترى أن الصفات الحميدة التي وطنت عليها ابنها وفلذة كبدها إضافة لتلك الشعيرات التي بدأت تبرز في وجهه تجعل منه مع ارتياده للمسجد وخاصة في صلاة الصبح تجعل منه مشروع معتقل وتجعله على الأقل عرضة للسين والجيم خدمة وطاعة لسلطان العصر ما اصطلح على تسميته بقانون الإرهاب . ببساطة طلبت مني أن أدعوا الله بأن يحفظه ويقيه شر البلية خاصة وهو لا يفقه من السياسة سوى الاسم، دعوت له ودعوت لها بالصبر وطمأنتها بأن لا خوف عليه مادام كما قالت ووصفت..ولم أكن أعلم البتتة أن دعوتي مستجابة وربما كنت أيضا من أصحاب الكرامات وأنا غافل عنها.. المهم أقبلت علي زميلتي وهي فرحة ومستبشرة تتشكرني عل دعائي وابتهالاتي لابنها فقد استجاب الله دعائي وزال الخطر عن ابنها نهائيا وارتاح بالها فقد قالت لي بعبارة العائد من المجهول: الحمد لله لقد انقطع ابني عن الصلاة....
Partager cet article
Repost0

commentaires