Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Profil

  • Tunisie mon pays!
  •  Vive la Tunisie Libre
  • Vive la Tunisie Libre

Recherche

Archives

12 juillet 2008 6 12 /07 /juillet /2008 13:19
 سريبرينتسا 13: مذبحة على قارعة التاريخ
 
 
عبدالباقي خليفة (*) 

قصص سريبرينتسا لا تنته ، في كل بيت قصة ، ولدى كل انسان حكاية ، وفي كل مكان ذكريات أليمة وأجيال تتوارث القصص . ورغم مرور 13 سنة على مجزرة سريبرينتسا 11 / 7 / 1995  والتي راح ضحيتها أكثر من 10 آلف نسمة ،إلا أن تلك القصص لا تزال تروى . فهي مأساة تتوالد وتكشف عن فضاعتها باستمرار المقابر الجماعية التي يعثر عليها تباعا ،و قوافل التوابيت التي تحمل ( بضم التاء ) في ذكرى المأساة من كل سنة إلى مقبرة الشهداء ببلوتتشاري القريبة من سريبرينتسا .. سريبرينتسا ذلك الملف المفتوح على قارعة التاريخ ، تأخذ منه ' الشرق الاوسط ' في هذه المناسبة بطرف .

قليل جدا أولئك الذين عادوا إلى سريبرينتسا ،كما أكد الكثير ' للشرق الأوسط ' ،أما البقية فقد توزعوا بين مدن البوسنة ،مثل توزلا ، وسراييفو أوهاجرو إلى الخارج ،ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية ،من بينهم ' شاهباز اسحاقوفيتش ' ( 58 عاما ) والذي هاجر سنة 1999 ، وهو من بين الناجين بأعجوبة من المجزرة الاكبر في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية 'عدت لأشارك في الذكرى 13 لمجازر سريبرينتسا ، فما حدث يجب أن يوثق وينقل إلى الأجيال القادمة حتى لا يتكرر' وقال شهباز ' للشرق الأوسط ' إن 'مسيرة الموت ' التي قطعها مع آخرين عبر الغابات أثرت كثيرا على صحته ،فالجوع والخوف والتعب والقلق على الاسرة إبان سقوط سريبرينتسا أصابته بمرض القلب ، ولا يستطيع ممارسة عمله السابق كمهندس ميكانيكا . وأنه يذهب كل شهر إلى الطبيب للمراجعة ' .

وبالنسبة للكثيرين من الضحايا ،فإن 11 / 7 / 1995 لم تكن سوى محطة كبرى وفاصلة في صيرورة المعاناة والعذابات المتواصلة .فالكثير من سكان القرى البعيدة والقريبة من سريبرينتسا ،عاشوا التهجيروالجوع وضنك الحياة البائسة . تقول عمرة ( 28 عاما ) ' للشرق الاوسط ' ' كنت ابنة 15 عاما عندما ارتكب الصرب جريمة الابادة في سريبرينتسا ، لكن قبل ذلك عشنا حياة ملئها المرارة والرعب ' وتضيف ' هجرنا ( بضم الهاء وتشديد الجيم وكسرها ) عدة مرات وسكنا في عدة قرى بعد قريتنا ،رافي ليفا ، فكلما قصف الصرب قرية انتقلنا إلى غيرها حتى وصلنا سريبرينتسا ' لم يطل المقام كثيرا في سريبرينتسا ، فقد تعرضت للقصف منذ العدوان في أبريل 1992 واشتد في سنة 1993 وبلغ ذروته في يوليو 1995 بارتكاب أكبر وأبشع جريمة إبادة في النصف الثاني من القرن العشرين في أوربا .' كنا 7 أسر في شقة واحدة ،لم يكن هناك طعام كاف ، كنا نحصل على القليل من الدقيق فنجعل منه حساءا بدون ملح وبدون سكر وذلك طيلة فترة الحصار ' .

في منزل لأحد الأقارب تعيش 'خيرية امشيروفيتش ' ( 54 عاما ) مع ابنتيها 'أديسة '( 27 عاما ) و'أنيسة ' ( 24 عاما ) وكانت قد فقدت زوجها وولدين في سريبرينتسا. وكانت العائلة كما ذكرت ' للشرق الأوسط ' تنتقل من مكان إلى مكان منذ 1992 ، فقد نام أفرادها في الغابات منذ وقت مبكر 'كنا نقضي الليل في الغابة وفي النهار نعود للبيت وقد قتل زوجي في سنة 1993 ولحق به ابني أديس ( 12 عاما ) بعد شهرين على إثر قصف صربي حيث أصابته شظية وهو في ساحة البيت ،بعدها انتقلنا إلى سريبرينتسا ' .وقالت ' أديسا ' لقد شاهدنا أخي وهو يموت ، لم نستطع أن نفعل شيئا وكان عمري وقتئذ 10 سنوات '. وعن الايام الاخيرة في سريبرينتسا قالت 'كان هناك قصف مكثف على المدينة ،وكنا كلما اشتد القصف نلوذ بالملاجئ لكن لم يكن هناك قصف بدون دماء فالاطفال كانوا يلعبون باستمرار في الساحات  وقبل أن يتمكنوا من الاختباء يخطف الموت الكثير منهم وهم يلعبون '.وعن الساعات الأخيرة في سريبرينتسا ، قالت خيرية 'اشتد القصف يوم 10 يوليو 1995 ، لم يكن لدى الجيش أسلحة فقد قامت القوات الدولية بمصادرتها بعد أن أعلنتها الامم المتحدة ' آمنة ' وكان نزع الاسلحة أحد شروط ذلك الاعلان ، ولذلك لجأ الناس للقوات الهولندية التابعة للامم المتحدة ، لكن الهولنديين لم يسمحو لهم بالدخول ، وجاء الصرب وبدأوا بفرزون الرجال عن النساء بما في ذلك الشيوخ والاطفال 'وأضافت أديسا 'كان الجنود الهولنديون يلعبون الكرة ، بينما الناس يرتعدون من الخوف وقد شاهدت شيخا يرتعش ولم يعر الهولنديون توسلاته لهم بتوفير الحماية لاسرته أي اهتمام'.

لم تفقد خيرية زوجها وابنها أديس فقط بل ابنا آخر أيضا ،كان من ضحايا الابادة سنة 1995 واسمه رامو ، وكان عمره في ذلك الحين 16 عاما . وقد عثر عليه في مقبرة جماعية وأعادت دفنه العام الماضي كما ذكرت ذلك ' للشرق الأوسط ' .

وتصف شاهو أوميروفيتش ( 65 سنة ) ' للشرق الاوسط ' البدايات المأسوية للابادة في سريبرينتسا 'في يوم 11 يوليو 1995 ،كان الجو حارا ،والخوف يخيم من كل جانب ،والناس يتوجهون أفرادا وجماعات إلى بلوتتشاري بدون اتفاق مسبق ، لكن أغلب الرجال شقوا طريقهم عبر الغابات إلى المناطق المحررة 'وتتابع 'قبل سقوط سريبرينتسا سقط قتلى كثيرون جراء القصف دون أن تتدخل الامم المتحدة وحلف شمال الأطلسي فكل واحد كان يحمل الطرف الآخر المسؤولية وكأن هناك اتفاق بينهما على ما جرى 'وعن الوضع في بلوتتشاري التي تجمع فيها الناس بعد سقوط سريبرينتسا قالت 'كان هناك خلق كثير رجال ونساء وكان الصرب يفرزون الجنسين .. كانت مشاهد مقززة ، فقد أغمي على البعض من هول ما رأوا  ومن شدة الاعياء والانهاك والجوع والعطش 'وعن أسباب فرز الرجال عن النساء قالت 'علمنا فيما بعد أن الرجال وبينهم شيوخ وأطفال قتلوا جميعا وقد عثر على الكثير منهم داخل مقابر جماعية ' .

وقالت تيما ' للشرق الاوسط 'الذين راهنو على المجازفة عبر الغابات نجا منهم الكثير، لكن الذين توقعوا أنه لن يصبهم مكروه لكبر سنهم أو صغره ،أو أنهم في أسوأ الاحوال سيؤسرون ويفك أسرهم في مرحلة لاحقة تمت تصفيتهم رميا بالرصاص أوذبحا بالسكاكين  من بينهم شقيق تيما ( 55 سنة ) ويدعى هاسو 'كان عمره 40 سنة ، ترك زوجة و4 أطفال بعضهم تزوج وله أطفال ' .

وعن حياة التهجير قالت تيما ( 55 عاما ) ' مشينا 4 ساعات على الاقدام حتى وصلنا داكوفيتس ثم بلوتشا ثم كلادينا ثم توزلا ، وفي كلدينيا وجدنا أناس كثيرون كلهم من سريبرينتسا بعضهم وصل في حافلات ،وكان الجيش البوسني وقوات من باكستان تابعة للامم المتحدة توزع الماء والخبز والحليب على المنكوبين ' . وتتابع ' قضينا ليلتنا في كلادينيا قبل الوصول إلى توزلا حيث بقينا هناك 4 سنوات بدون مال وفي ظروف غاية في الصعوبة ، حيث كنا نعيش على ما تقدمه لنا الهيئات الاغاثية ' . أما خيرية امشيروفيتش فقد ذكرت بأن الحكومة البوسنية أسكنتهم بعد تهجيرهم من سريبرينتسا في مدرسة في بانوفيتش قرب توزلا ( 120 كيلومترا شمال سراييفو ) وكانو 14 شخصا في صالة واحدة لمدة شهر ،ثم رحلوا إلى فوينيتسا حيث أقامو لمدة 3 أشهر قبل أن يستقروا في إليجا ،وكل ذلك في ظل ظروف مأساوية ' لم يكن عندنا مال ولا حتى أواني بل لم يكن عندنا طعام كاف '. وعن المستقبل وما إذا كن يفكرن في العودة لسريبرينتسا ' يسكننا حلم العودة والخوف في آن واحد ، ليس لدينا رجل ، لذلك نذهب سنويا لزيارة الأطلال ' وأشرن إلى أن ' هناك من عاد ويعيش حياة شبه طبيعية ، عادوا لأرضهم يزرعونها ، ونحن لدينا أيضا أرض شاسعة ،لكنها أصبحت غابات فلا يوجد من يعتني بها ' وذكرن أن العائدين ' يذهبون صيفا ويعودون شتاءا ، فالحياة لا تطاق هناك في فصل الشتاء ،حيث لا توجد مدارس ولا مستشفيات ولا طرق صالحة ' إضافة إلى أن ' المنازل لم يعاد بناؤها بعد أن تم تدميرها من قبل الصرب حتى لا يعود إليها أهلها 'ويحتاج أهالي سريبرينتسا إلى'الجرارات والآلات الزراعية والقروض لتعود سريبرينتسا كما كانت ' كما شدد الكثير ممن التقتهم 'الشرق الاوسط ' على أنه ' لا يوجد من باع أرضه ' ولا ' يوجد من نسي ما حدث ' وأكدت ' أديسا ' على أنها ستروي لأولادها ولأحفادها ما حدث .

وحول عديد الضحايا والجدل القائم في هذا الخصوص قال عمر ماشوفيتش ورئيس الهيئة الخاصة بضحايا سريبرينتسا ' للشرق الاوسط 'إن ' الارقام الاولية للضحايا تفيد بأن هناك 8،106 ضحية ،وهناك 6 أسماء يتوجب التأكد منها ،كما توجد  الميئات من الاسماء الاخرى التي يجب ضمها للقائمة بعد التأكد من أنهم بالفعل من سكان سريبرينتسا 'مما يؤكد بأن الرقم المعلن والذي تسوقه وسائل الاعلام المختلفة في كل مناسبة وهو الثمانية آلاف ليس رقما نهائيا . وقال ماشوفيتش ' إن 'عددا كبيرا من سكان القرى لجأ إلى سريبرينتسا هربا من الابادة ولكنهم لقوا حتفهم بعد اجتياح القوات الصربية للمدينة في يوليو 1995 ' 'وأشار إلى أن الارقام التي تم تثبيتها في السجلات الخاصة بمجازر سريبرينتسا تمت بالتعاون مع المنظمة الدولية للبحث عن المفقودين ومنظمة الصليب الاحمر الدولي .بيد أنه أكد على أن 'السجل لن يغلق أبدا لأن هناك عدد كبير من الضحايا لم يتم الاعلان عنه من قبل ذويهم لانهم قتلوا جميعا '.وقال إن 'آلاف الضحايا لا يزالون  ينتظرون إلقاء القبض على رادوفان كراجيتش وراتكو ملاديتش وغيرهم من القادة العسكريين الصرب ومحاكمتهم على الجرائم البشعة التي ارتكبوها 'وواصل ' لا يزال آلاف المهجرين ينتظرون العودة إلى بلداتهم ، فعدد الذين قتلوا في المجزرة أكبر من العدد الذي عاد إليها ،نرجو أن يرتفع عدد الاحياء وتمتلئ المدينة من جديد بسكانها 'ومضى يقول ' نحن نعلم أن المنطقة لا تزال مليئة  بالمقابر الجماعية  التي تضم آلاف القتلى ' .

(*) كاتب وصحفي تونسي مقيم في البلقان

(المصدر: صحيفة 'الشرق الاوسط' (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 جويلية 2008)
Partager cet article
Repost0
12 juillet 2008 6 12 /07 /juillet /2008 13:19
Les tribulations d'un citoyen pris dans les tenailles de la fourrière
 


Nous avons reçu de la part de M. Hafedh BOUKTIF, habitant de la Ville de Tunis, un courrier dans lequel il nous parle de son expérience avec la fourrière. Voici le texte :

« Ces quelques lignes qui relatent une mésaventure que j'ai vécue, avec ma femme, le 7 juillet courant de 14 heures à 16 heures, en pleine canicule (44 degrés à l'ombre).

En raison d'un stationnement dans une zone interdite ( il s'agit d'un quartier qui est rarement visité par les services chargés d'"enlever" les voitures stationnées dans des endroits interdits: le quartier de Bab Lakoues), notre véhicule fût enlevé. Une première information émanant d'un agent municipal à l'arrondissement de Bab Souika nous indiqua qu'il faut se rendre à la "fourrière Ouled Haffouz". Arrivés sur place "l'agent d'accueil" nous indique que notre véhicule se trouve désormais à "la fourrière Mohamed V", car la "fourrière Ouled Haffouz" n'est pas sécurisée après 14 heures. En se rendant à "la fourrière Mohamed V", sous une chaleur torride et avec des nerfs "surchauffés", "on" constate que notre véhicule n'est pas là, et grâce à "la gentillesse" de l'agent sur place qui a utilisé sa radio d'appel, on nous indiqua que la voiture se trouve à la "Fourrière de la Kasba".

A la Kasba, et aprés avoir payé 30 Dinars, j'ai eu à constater que mon véhicule a été endommagé. J'ai dû user de beaucoup de mon sang froid pour "discuter" avec l'agent de permanence, qui m'informa qu'il n'est pas habilité à me fournir une attestation prouvant que mon véhicule a été endommagé, qu'il n'est que "receveur" et que son registre ne comporte pas de "rubrique pour les réclamations des clients", et il m'indiqua qu'il faut se rendre le lendemain aux services compétents de l'agence municipale de gestion à l'Avenue Mohammed V. Lorsque j'ai insisté pour avoir  un justificatif

prouvant les faits, car je redoutais à l'agence, le lendemain, un possible refus de réclamation,  l'agent concerné, un peu gêné , m'a dit " Nekhdmou Bel Kilma !!!" .

Les enseignements:

1) La Municipalité a tort de mépriser les citoyens en oubliant de leur indiquer exactement l'endroit ou leurs véhicules enlevés ont été amenés.

2) Les services municipaux de première ligne, ceux qui sont en contact avec les citoyens surtout en dehors des horaires administratifs, doivent être en mesure de répondre convenablement aux attentes et aux doléances des citoyens. des réponses telles que "nous n'avons pas d'imprimés pour réclamer une anomalie constatée sur un véhicule enlevé par les services municipaux", ou nous travaillons "Bil Kilma" sont INTOLÉRABLES, INJUSTIFIABLES et INACCEPTABLES.

Le seul service qui fonctionne normalement, avec  des procédures claires  et disponibles, c'est celui  du règlement des amendes.

Alors messieurs les responsables de la Municipalité (je vous rappelle que vous êtes des élus, ce qui suppose dévouement, engagement et altruisme)  un peu de respect et de considération aux citoyens. Ce n'est pas trop demandé. C'est votre devoir ».

Hafedh BOUKTIF
Habitant de la Ville de Tunis.

(Source : « Le Temps » (Quotidien – Tunis), le 9 juillet 2008)
Partager cet article
Repost0
12 juillet 2008 6 12 /07 /juillet /2008 13:18

الاتحاد من أجل المتوسط: بين آمال فرنسا وواقع الدول العربية

 
 
 
بسام بونني

تحتضن فرنسا في 13 يوليو/تموز الجاري القمة التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط. ولم يتوقع صاحب المشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن يلجأ إلى دعوة نحو 40 رئيس دولة وحكومة. فالمشروع كان يتمثل في تأسيس اتحاد يقتصر على دول الفضاء المتوسطي. وقد دعا ساركوزي، إلى جانب دول الإتحاد الأوروبي التي يبلغ عددها 27، كلا من المغرب وتونس والجزائر ومصر وليبيا وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن وتركيا وموريتانيا وجامعة الدول العربية.
واجه الرئيس نيكولا ساركوزي عراقيل جمة قبل أن يضع الصيغة النهائية لمشروعه هذا. فألمانيا لم تقبل أن ينحصر أعضاء الاتحاد الوليد في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، خشية أن يضرب هذا المشروع وحدة الاتحاد الأوروبي وهويته. وإلى الموقف الألماني، انضمت الدول الوافدة حديثا للاتحاد الأوروبي والتي تخاف تحويل تمويلات ضخمة إلى جنوب المتوسط، في إطار العمل الأورومتوسطي المشترك الذي ستفرضه المرحلة القادمة.
وقد اتخذت الدول العربية من جانبها مواقف مختلفة تعكس حدة التوترات الإقليمية بينها. وفي نهاية الأمر يبدو أن غالبية الدول العربية ستحضر القمة باستثناء الزعيم الليبي معمر القذافي والعاهل الأردني الملك عبد الله (الذي سيكون في الولايات المتحدة آنذاك). ويمكن القول أن الدول العربية تنقسم إلى معسكرين، معسكر مشجع للقمة تقوده المغرب وتونس، هذه المجموعة متفائلة تتطلع إلى المنافع الاقتصادية والسياسية التي من شأنها أن تنجم عن مثل هذا الاتحاد. كما تؤيد دمشق القمة حيث تعتبرها مخرجا لعزلتها الدولية.
أما المعسكر الثاني الذي تنضم إليه ليبيا والجزائر ينظر لهذه المبادرة بعين تملؤها الشكوك، وقد عبر البلدان، وهما أغنى دول جنوب المتوسط بالموارد الطبيعية عن مخاوف من ضمنها أن تتحول ضفة جنوب المتوسط إلى بديل عن أوروبا يتدفق إليها آلاف الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء بطريقة غير قانونية. كما كان للجزائر تحفظ أخر يتعلق بمشاركة إسرائيل، هذه المشاركة التي ساهمت في تعقيد مواقف دول عربية أخرى تجاه القمة، ولكن يبدو أن ساركوزي تمكن من إقناع نظيره الجزائري بالمشاركة.
وعلى لسان زعيمها معمر القذافي، اعتبرت ليبيا مشروع الرئيس الفرنسي بمثابة "إهانة" إذ يضرب، حسب طرابلس، وحدة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي. ولم تتخذ فرنسا نفس المنحى الذي سلكته في تعاملها مع الجزائر، حيث أعلنت جهات فرنسية أنها لن تحاول إقناع القذافي بتغيير موقفه. وليس واضحا إذا ما كان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم سوف يحضر القمة.
أما المغرب وتونس ومصر فقد أبدت تأييدها للمشروع دون إخفاء صراع الكراسي الكلاسيكي بينها. فعلى سبيل المثال، لم تقبل القاهرة دعوة الرئيس ساركوزي للمشاركة في القمة التأسيسية للاتحاد إلا بعد أن انتزعت منه التزاما بمنحها منصب الرئاسة – الذي تتقاسمه دولة من الشمال وأخرى من الجنوب. ورغم هذا الضمان فقد أعلنت مصر غياب رئيسها حسنى مبارك عن القمة وذلك تفاديا للقاء نظيره السوري. ولكن أخيرا يبدو أن الرئيس المصري سيكون من بين الحاضرين.
وقد فاجأ الرئيس الفرنسي الجميع بتوجيهه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور الجلسة التأسيسية للاتحاد، بعد أن كان البلدان في عداء معلن على خلفية الملف اللبناني. وجاءت الدعوة بمثابة طوق نجاة لدمشق التي تسعى للخروج من عزلتها الإقليمية والدولية. وقد أثارت الدعوة الفرنسية سخط قوى الرابع عشر من آذار المعارضة لسوريا والأطراف التي تدعمها داخل لبنان، فعودة الدفء في العلاقات بين باريس ودمشق قد يهمش الدور الذي تلعبه سوريا في لبنان لصالح طرف على آخر. وأعلنت مصادر فرنسية أن الرئيس الفرنسي سيعقد محادثات مع كل من مبارك والرئيس اللبناني ميشيل سليمان وبشار الأسد عشية القمة. كما يتداول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سوف يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الفرنسية.
وقد تكون فرنسا قد نجحت دبلوماسيا فعلا في جلب أغلبية القادة العرب المدعويين للمشاركة في القمة، لكن تبقى تساؤلات عن الصلاحيات المستقبلية لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط. كما أن هناك تخوفا من إمكانية اقتصار الاتحاد من أجل المتوسط على اتفاقيات اقتصادية وأمنية وثقافية وكونه مجرد عملية علاقات عامة لنيكولا ساركوزي. فقد لوحظ أن جدول العمل يشمل خطط لتحسين مرافق الموانئ وطرق البحرية والأعمال البيئية بالإضافة إلى تأسيس طرق رابطة بين دول شمال إفريقيا. وبما أن جميع الأطر القانونية للتعاون على كل الأصعدة بين الاتحاد الأوروبي والدول المتوسطية حسمت منذ أكثر من عشر سنوات يضل هناك سؤالا مفصليا: هل من حاجة للاتحاد من أجل المتوسط؟

بسام بونني صحفي تونسي مقيم بالدوحة
Partager cet article
Repost0
12 juillet 2008 6 12 /07 /juillet /2008 13:16
 تونس: انقسام الإسلاميين حول مسألتي 'العودة' و'المصالحة'
 
 
صلاح الدين الجورشي – تونس

'العودة' و'المصالحة'، مفردتان تتردّدان منذ أشهر داخل أوساط اللاجئين السياسيين والمغتربين من أعضاء وأنصار حركة النهضة بالخصوص، الذين يقيمون خارج تونس منذ ما يزيد عن 20 عاما للبعض منهم.

هذا الموضوع أصبح يشكِّـل مصدر صُـداع شديد لقيادة هذه الحركة، بعد أن قرّر العشرات من الكوادر بصفة فردية تسوية أوضاعهم الشخصية والعائلية، وذلك بشدّ الرّحال إلى مطار قرطاج تونس الدولي، حيث وجدوا الأبواب مفتوحة في وجوهم، ولم يتعرضوا لا للاعتقال أو حتى للإهانة، فعلوا ذلك خلافا لتوجيهات قيادتهم التي لا تزال تشدّد على ضرورة أن تُـعطى الأولوية للتسوية السياسية الشاملة والجماعية.

عندما حصلت المواجهة الشاملة بين السلطة وحركة النهضة في بداية التسعينات من القرن الماضي، تمكّـن الكثير من الملاحقين أن يتسلّـلوا سِـرّا إلى الجزائر أو ليبيا، ومنها توزّعوا على مختلف العواصم الأوروبية بالخصوص، وبعد أن تمكّـنوا من تسوية أوضاعهم بالحصول على اللجوء السياسي، وعلى جنسيات الدول التي يقيمون فيها بدأت رِحلتهم مع انتظار العودة إلى تونس.

لم يتوقع أي واحد منهم بأن انتظارهم سيطُـول كل هذه الفترة دون أفُـق واضح، حتى الشيخ راشد الغنوشي، الذي سبق الأحداث وقرّر المغادرة مبكّـرا، وذلك بعد شهر ونصف من الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 2 أبريل 1989، وشاركت فيها حركة النهضة بكل ثِـقلها، كان يتصوّر يومها أن غيابه عن تونس قد لا يستغرِق بضعة أشهر.

كانت تلك المرحلة بمثابة مرحلة الحِـسابات الخاطئة بالجملة، إذ لم تُـضيِّـع الحركة فقط فُـرصة الاستفادة من الانتخابات، وإنما ضاعت كل رِهاناتها الداخلية والخارجية وتحوّلت في فترة وجيزة إلى بقايا تنظيم مهاجر موزع على عشرات البلدان في العالم.

وتحملت القيادة يومها مسؤوليتها ووعدت قواعدها بالعمل على تغيير موازين القوى من جديد، لكن استمرت السنوات تِـباعا دُون أن يتحقّـق الوعد أو يقترب موعد العودة.

هنا بدأ التململ وأخذت تتوالى التساؤلات، ثم الانتقادات الداخلية غير العلنية ثم أخذت الخلافات تتجذر شيئا فشيئا ويتّـسع نِـطاقها وتخرج شيئا فشيئا للعلن.

وفي الأثناء، بدأ البعض ينسحِـب بصمت أو يختار الابتعاد، دون القَـطع نهائيا مع قيادة المهجر. في هذه الأجواء الداخلية الصعبة ورغم محاولات الإنعاش الفاشلة، بدأ البعض يفكِّـر في فصل مساره الشخصي والأسَـري عن مسار الحركة والقيادة الحالية.

وبما أن السلطة كانت ولا تزال تُـراقب بدقّـة حالة العجْـز التي آلت إليه أكبر حركة معارضة شهدتها تونس خلال السبعينات والثمانينات، فقد شجّـعت هذا التوجه لدى هؤلاء العناصر، وذلك بتسهيل عودتهم ضِـمن مبدإ الفصل التام بين الملف الإنساني والملف السياسي.

ولم يصدّق الذين بادروا بهذه الخطوة من الكوادر النهضوية أعيُـنهم عندما وطئت أقدامهم أرض تونس، فتمّ الترحيب بهم من قِـبل رجال الأمن وسُـئِـلوا في مقر وزارة الداخلية بكل لُـطف عن مسائل قديمة، ثم سلّـمت لهم جوازاتهم وأشعروا بأن ملفهم قد أغلِـق نهائيا.

هذا المُـنعرج الذي حدث في تاريخ العلاقة بين السلطة وحركة النهضة أزعج قيادتها وجعلها تشعر بأنها مهدّدة في رصيدها السياسي والنِّـضالي والأدبي، وبناءً عليه، حاولت أن تضع له حدّا بمختلف الوسائل، لكنها - فيما يبدو - قد فشِـلت مع الكثيرين.

فعدد الذين أعدّوا حقائبهم هم في ازدياد، حسبما تؤكد بعض المصادر وطبقا لما تثبته قائمة الذين دخلوا تباعا إلى تونس. والكثير منهم ليسوا شخصيات نكِـرة في الحركة، وإنما لهم رصيدهم ومكانتهم ويصعب الطعن بسهولة في نزاهتهم.

دعوة لمراجعة جوهرية

إن القيادة الحالية لحركة النهضة بالخارج مُـحقّـة عندما تعتبِـر بأن العملية تسحب منها ورقة هامة في مواصلة إدارة المعركة مع السلطة.

فخطّـتها مرتكزة على الاستمرار في الضغط السياسي واستغلال ما يصلها من معلومات عن سوء الأوضاع في البلاد، لكي تُـجبر النظام على مفاوضتها، وبذلك تتمكّـن من تحقيق بعض المطالب السياسية، وفي مقدِّمتها إطلاق سَـراح من تبقّـى من المساجين وعودة المُـغتربين، فتؤكِّـد بذلك شرعيتها القيادية.

لكن المشكلة، أن هذه الإستراتيجية التي تبنّـتها القيادة الحالية منذ بداية المواجهة لم تؤدِّ إلى أي نتيجة. فأوراق الضّـغط التي لديها ضعيفة وغير مؤثِّـرة، كما أن النظام لم يبلغ حالة الضّـعف التي تصوّرتها بعض المقالات والبيانات أو الأخبار غير الدّقيقة، وأن شروط التّـغيير السِّـلمي أو العنيف مفقودة، وبالتالي، لا يشعر النظام بأي حاجة لفتح قنوات حِـوار مع هذه القيادة أو مع غيرها، ولهذا تعالت أصوات نوعية من داخل الحركة وعلى هامشها، تتّـهم القيادة بالعجز وتدعوها إلى الاعتراف بفشل إستراتيجيتها التي اتّـبعتها منذ قُـرابة العشرين عاما.

في هذا السياق، يجري الحديث حاليا داخل أوساط النهضويين عن نصّ جماعي، هو بصدد الإنجاز فيما يبدو، وستوقّـع عليه شخصيات وازِنة داخل مـُحيطها التنظيمي، يتحدّث أصحابه بلُـغة غير مسبوقة ويطالبون بوقفة تأمُّـل والقيام بمراجعة جوهرية لخارطة الطريق، التي اعتمدتها الحركة منذ اندلاع المواجهة مع النظام قبل 17 عاما ونيف.

إن النص فيما يبدو مُـحاولة لرفع السِّـتار عن طريقٍ يبدو للكثيرين مسدودا ودعوة أساسية إلى تغيير طبيعة العلاقة مع السلطة في اتِّـجاه إنهاء حالة المواجهة معها.

بحثا عن 'مصالحة ممكنة'

حتى بعض الذين غادروا الأروقة الداخلية للحركة منذ فترة طويلة، يُـريدون أن يساهموا من خلال مواقعهم الرّاهنة وتجاربهم السابقة، في تعميق هذا النقاش عسى أن يؤدّي ذلك إلى فتح باب أو حتى كوة صغيرة نحو ما يسميه هؤلاء بـ 'المصالحة'، وهي بالمناسبة كلمة لا ترفضها القيادة الحالية للحركة، ولكن المخالفين لها يتّـهمونها بأنها لا تعمل جدِّيا على تحقيق ذلك.

القيادة تتحدّث عن مصالحة مشروطة في مرحلة لم تقدر فيها على فرض أي مطلب من مطالبها أو حتى أن تقنع النظام بأن من مصلحته أن يتحاور معها.

يعتبر فاضل البلدي (رئيس مجلس الشورى السابق لحركة النهضة) في تصريح خاص لسويس إنفو أن المعركة بين النظام والحركة 'قد استنفدت أغراضها'، مشيرا إلى أن البلاد تتهيَّـأ إلى انتخابات رئاسية وتشريعية قادمة، ويعتقد بأن المطلوب حاليا هو 'تهيئة الظروف الموضوعية المُـلائِـمة لهذه المناسبة'، وهو يفترض بأن الفترة المتبقِـية التي تُـقدَّر بسَـنة، تُـعتبر كافية لعقد 'مصالحة ممكنة'.

وعند تذكيره بأن الحركة عبّـرت عن رغبتها في المصالحة ولكن دون جدوى، أجاب 'نعم، يقولون بأنهم سَـعوا إلى ذلك وعبَّـروا عن رغبتهم، لكن هذه الرّغبة لا تنسجِـم تماما مع ما يُـعلنه زعيم الحركة'، في إشارة إلى الشيخ راشد الغنوشي اللاجئ منذ عام 1991 في لندن، ويؤكد على أن هناك من الإسلاميين مَـن لا يريدون تحقيق المصالحة، عندما يفترضون الرّبط بين ذلك وبين الاعتراف بحركة النهضة.

البلدي كتب مؤخَّـرا عددا من النُّصوص، دافع فيها عن وجهة نظره، لكن بقدر ما لقِـيت مقالاته ارتياحا وتجاوُبا من قِـبل بعض النهضويين، فإنها أثارت في المقابل غضب الغنوشي، الذي ردّ عليه في بداية شهر يونيو الماضي في سياق هُـجوم عنيف على السلطة، قاطعا بذلك أي احتمال للتقارب معها.

لقد طلب منه ومِـن غيره بوضوح، عدَم التدخل في شؤون الحركة، قائلا 'ليس لمَـن لم يصلاه في تلك المسالخ جحيم الهولوكوست 'النوفمبري'، إذ احتمى منه بهِـجرة أو انسحاب... ليس له أن يقوم في ضحايا الهولوكوست واعِـظا، يعظهم في المصالحة والصفح ونسيان جراحاتهم العميقة'، وأضاف 'ليس من العدل أن يُـفتي معافى في موطنه أو في مهجره لمُـبتلى'.

تعديل هنا.. وتصلب هناك

في هذه الأجواء، يجِـب أن يتساءل المرء عن موقف السلطة ومدى استعدادها لتسهيل عودة المئات من المغتربين إلى تونس أو إطلاق سراح المعتقلين منذ أزيد من 17 عاما وقبول فكرة 'المصالحة'؟

فالمعترضون على فِـكرة المصالحة من داخل النهضة ومن خارجها - بمن في ذلك من ينشطون في صفوف بعض أحزاب المعارضة – يعتبرون أن فِـكرة 'المصالحة' غير واردة في السياق السياسي الرّاهن، ويركِّـزون انتقاداتهم على السلطة ويستعرضون عشرات الأمثلة للتّـدليل على تصلّـب النظام واعتماده أسلوب العصا الغليظة ضدّ الجميع، وبالخصوص ضدّ الإسلاميين.

يتّـفق الجميع، بمَـن في ذلك مَـن يدافعون على المصالحة، حول القول بأن السلطة لا تزال تُـبدي الوجه المتصلّب، الذي يبدو رافضا لتغيير أسلوبها في التعامل مع مُـجمل معارضيها، لكن ذلك يجب أن لا يُـخفي القول بأن هذه السلطة عدلت في سياستها تُـجاه الإسلاميين، مقارنة بما كان يحدُث في التسعينات من القرن الماضي، إذ لم يبق من معتقلي حركة النهضة سوى عدد قليل (أقل من 30 حسب أغلب المصادر)، كما أن العشرات من المغتربين عادوا إلى تونس وسُـوِّيت أوضاعهم بشكل لافِـت للنظر، رغم الأحكام الثقيلة التي كانوا يجرُّونها وراءهم، كما أنه سمح للكثيرين باستئناف حياتهم العائلية والمِـهنية بشكل شِـبه عادي.

يُضاف إلى ذلك أن مَـن يُـلقي نظرة موضوعية على المجتمع التونسي حاليا، يرى بكل وضوح اختلاف المشهد الدّيني بدرجة واسعة جدا عمّـا كان عليه الأمر قبل سنة 2000.

في مقابل ذلك، لا تزال المُـضايقات مسلّـطة على العديد من كوادِر الحركة ممّـن أطلِـق سراحهم، مثل السيدين علي العريض وعبد الكريم الهاروني، اللذان يواجهان حِـصارا شديدا في الأيام الأخيرة، كما أن المساجين لا يزالون يُـواجهون ظروفا صعبة، ممّـا دفع بالبعض منهم إلى شنّ إضرابات عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم.

وفي سياق متصل، هناك من تسلّـم جوازات سفر أبنائه من السفارة التونسية في العاصمة السويسرية ليكتشف بأن الموافقة عليها تمّـت منذ أكثر من عشرة أشهر، في حين أن الموظفين بالقنصلية كانوا يسوّفون الأسرة طيلة الفترة الماضية؟ وهناك من دافع باستِـماتة عن مبدإ المصالحة وتحدّث عن إيجابيات كثيرة، لكنه اصطدم بنوع من الشروط التي بدت له تعجيزية، مثل الإعلامي مرسل الكسيبي، المقيم كلاجئ سياسي في ألمانيا منذ فترة طويلة.

كما أن الأجهزة الأمنية والسياسية تعلَـم بأن الدكتور عبد المجيد النجّـار، الذي يحظى بقيمة معنوية عالية في الأوساط القريبة من حركة النهضة، ينتظر الضوء الأخضر ليحصُـل على جواز سفر ويعود إلى تونس دون مشاكل، وقد تقدم في هذا السياق بطلب إلى سفارة تونس بباريس ولم يتحصل على أي ردّ.

وجهتا نظر تتدافعان

كيف يمكِـن تفسير هذه السياسة التي تبدو مزدوجة؟ يؤكِّـد السيد برهان بسيس من جهته، أنه لا يعتقد بأن مسألة العودة 'تشكِّـل مِـحورا للنقاش يمَـس جوهر المسألة السياسية في تونس'، وأنه 'لا يختلف اثنان في أن مِـن حقّ التونسيين المقيمين خارج البلاد لأسباب شتى من العودة إلى بلادهم متى شاءوا'، والمشكلة من وجهة نظره تكمُـن في أن 'من يمسكون بالجهاز التنظيمي في الخارج لحركة النهضة، غير المُـعترف بها، يعملون على تحويل هذه القضية إلى مِـلف سياسي وجزء من مقايضة، ولو على حساب مصالح الأشخاص وحقوقهم الطبيعية'، وأضاف بسيس لسويس إنفو بأنه 'قد تمّ في أعلى مستوى التّـأكيد على أن باب العودة سيبقى مفتوحا أمام كل التونسيين بمُـختلف انتماءاتهم'.

ويذكّر الإعلامي القريب من الدوائر الرسمية بأنه 'قد تمّـت تسوية عديد الملفات وتمكّـن أصحابها من العودة، بعيدا عن منطق المقايضة أو الابتزاز، خلافا لما تدّعيه الأطراف المزايدة، والتي تحرِص على تحويل القضية من بُـعدها الإنساني كحق لا نقاش فيه، إلى قضية سياسية تذوب في خضمِّـها شعارات المزايدة، التي أكّـدت فشلها محطة تِـلو الأخرى'، على حد قوله.

هناك من يعتقِـد بأنه، توجد داخل الأجهزة الأمنية والسياسية وجهتا نظر حول معالجة هذا الموضوع، جهة تدفع إلى تفكيك ألغامِـه تدريجيا ويكون البدء بفصل الإنساني عن السياسي، في حين، يعتقد أصحاب وجهة النظر الثانية بأن استمرار تشديد القبضة هو الطريق الأنجع لجعل الجِـسم العام للإسلاميين مجمَّـدا وعاجزا.

ويبدو أن الطّـرف الأول قد حقّـق بعض الخطوات وأن ما يجري من تعسّـف، فإنه مسلَّـط بدرجة أساسية على كل من ينوي إعادة إحياء التنظيم ويدافع عن الجسم السياسي لحركة النهضة المحظورة وعن حقِّـها في الوجود والنشاط.

لكن المؤكّـد، أن تفكيرا جديدا بدأ يطرأ على مواقف الكثيرين من كوادِر هذه الحركة ورُموزها الفكرية أو السياسية، ويكفي التوقف في الختام عند رأي عبد المجيد النجار، الذي عبّـر عنه في نصّ نشره قبل أشهر قليلة، دون أن يلقى الصّـدى الذي توقعه صاحبه، بل ربما مثَّـل هذا النص نقطة تحوُّل في رأي الكثيرين، وذلك عندما تساءل 'هل تكون الفرصة اليوم مُـواتية لأن نجاهد جميعا من أجل الوئام (كأنه يشير إلى صيغة الوئام المدني الذي أقدم عليه الرئيس بوتفليقة في الجزائر)، ونتحمّل المشاقّ من أجل الحوار في مسيرته الطويلة التي يتحقّـق فيها شيئا فشيئا رفع الظُّـلم والتّهميش والإقصاء واللّـون الواحد والفكر الواحد'؟.

وكان جوابه 'يقيني أنّ الفرصة مواتية لكلّ ذلك، وعلى الأطراف أن تتحمـّل المسؤولية في هذا المسار، كلٌّ على قَـدْر ما بِـيده من أوراق تكون بها البداية'، وأضاف 'أما استصحاب مسلك الماضي الذي كان في عمومه قائما على المغالبة المتبادلة، فما أحسب أنه سينتهي إلى نتيجة، سوى البوار وذهاب الريح وضياع الأوقات سدى، وفوات المصلحة الوطنية في جميع المجالات'..

(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 9 جويلية 2008)
 
Partager cet article
Repost0
12 juillet 2008 6 12 /07 /juillet /2008 13:16

عبد الفتاح مورو.. هذا الرجل أخـرجُـوه من عزلته الإجبارية!
 
 
صلاح الدين الجورشي (*)

لديّ رغبة جامحة في الحديث عن عدد من الشخصيات التي عرفتها عن قرب، وأرى أنها في حاجة إلى إنصاف أو تعريف وتسليط بعض الأضواء. فأخطر ما تعانيه بعض الشعوب أو الأمم هو قِصر الذاكرة أو نكران الجميل.

أريد التوقف هذه المرة عند شخصية معروفة جدا في تونس، وفي الآنِ نفسه لا يجهلها كثيرون في العالم العربي، خاصة الذين واكبوا نشوء الحركة الإسلامية التونسية وتطورها. إنه شخصية طريفة تحمل اسم الشيخ «عبدالفتاح مورو». هذا المحامي الوحيد الذي لا يتخلى عن «الجبة» التونسية خارج أوقات العمل، وهو زيّ لازمه منذ أن كان يدرس بكلية الحقوق حين كان اليسار الراديكالي يقود الحركة الطلابية، إذ كان الطالب الوحيد الذي يخترق الحرم الجامعي بزي وطني كاد أن ينقرض من البلاد، لولا القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس بن علي الخاص بإنقاذ الصناعات التقليدية من الانهيار الكامل.

كان عبدالفتاح مورو الرافد التونسي ضمن المجموعة التأسيسية للحركة الإسلامية. فأستاذ الفلسفة راشد الغنوشي، عاد من سوريا حاملا معه فكر الإخوان المسلمين، وأستاذ العربية احميده النيفر كان في تلك المرحلة من مطلع السبعينيات لم يمض على انتقاله من الناصرية إلى الإسلام الحركي سوى فترة وجيزة، أما نحن شباب تلك الفترة، فالأفكار مختلطة تماما في أذهاننا، مع تعلق عاطفي قوي بنموذج الإخوان، أما مورو فمساره كان مختلفا تماما. بدأ صوفيا، ثم تم احتضانه من قبل بعض المتبقين من شيوخ الزيتونة الذين كانوا ينشطون بحذر خوفا من سطوة الرئيس بورقيبة الذي كان لا يطيق الزيتونيين، حتى خطابه في المساجد لم يكن أيديولوجيا على الطريقة المشرقية مثل البقية، ولهذا كان يتفاعل معه بالخصوص عموم المواطنين الذين يحسن مخاطبتهم بيسر وبساطة.

كان قاضيا، وعندما ارتأت قيادة الحركة في أواسط السبعينيات أن يستقيل من القضاء بحجة أن ممارسته غير جائزة لأن القوانين المعمول بها في تونس «غير إسلامية»، رفض القرار وتمسك بوظيفته. وقد كان محقا، لأن ما صدر عن القيادة يومها يعكس مرحلة فكرية متشددة وغير ناضجة.

ثم دخل مورو السجن في أول محاكمة تعقد للإسلاميين في تونس عام 1981. وتعلم الكثير من مدرسة يوسف التي وجد نفسه ضيفا عليها عن طريق الخطأ ودون تمهيد. ورغم أننا اختلفنا بعد ذلك، لكن بقيت بيني وبينه وشائج صداقة نسجتها أيام مرت كلمح البصر. ثم كانت له وقفة شهيرة مع عدد من قيادات الحركة عندما قرروا الانسحاب من التنظيم، رفضا لمنهج التصعيد الذي تم انتهاجه في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مختلفا في ذلك مع صديقه القديم راشد الغنوشي. واتجهت نيته نحو تأسيس حزب إسلامي مغاير، غير أن المحاولة فشلت، لأن شروطها الذاتية والموضوعية لم تكن متوفرة.

هذا الرجل الذي يتمتع بذكاء حاد، وبشخصية مرحة، اختفى تماما من المشهد التونسي والعربي، وتحوّل إلى شبح أو يكاد، وقد زرته مؤخرا في بيته، فوجدت أن الأيام لم تزده إلا نضجا، لكنه بدا لي وكأنه حبيس إطار ضيق لا يليق بمكانته وتجربته وثقافته الدينية والقانونية الواسعة، فتفكيره حديث، ويمكن اعتباره من التيار الوسطي الذي يستطيع أن يسهم بقوة في الحد من تصاعد خطوط السلفية المتشددة.
هذا الرجل الذي كان كثير الترحال، لم يغادر تونس منذ أن عاد إليها من السعودية في مطلع (سبتمبر تحديدا – التحرير) سنة 1988، بسبب فقدانه لجواز سفره. وبما أن علاقته بأوساط الحركة الإسلامية قد انقطعت، وليس له نشاط سياسي أو جمعياتي، ولا يسمح له بأن يخطب في المساجد أو أن يكون له نشاط عام، فإنه قد اضطر إلى تأثيث حياته بشكل قد يبدو غريبا، لكنه لا يخلو من طرائف. وعلى ذكر المساجد، فإنه بمناسبة عقد قران ابنه، قام الساهرون على تنظيم شؤون المسجد بغلق أبوابه، مما جعل الشيخ مورو وضيوفه يقرؤون فاتحة العريس والعروسة في الشارع وأمام الجامع الموصد في وجوههم.

إنه يقضي كامل يومه في الشغل، كأن الشغل قد تحول بالنسبة إليه إلى الفضاء الوحيد المتبقي له، الذي لا يزال يربطه بالناس وبالمجتمع. أعلَمني بأنه يقاوم الملل بجمع الطوابع البريدية، وهو يملك مجموعة نادرة جدا، كما شغلَ نفسه أيضا بإعداد قاموس لمفردات اللهجة التونسية، وضبط دلالات الألفاظ وأصولها، وقد عالج حتى الآن أكثر من ألفي كلمة. في بيته أيضا مجموعة متنوعة من البرادات (جمع براد المخصص لشرب الشاي)، وهي تبدأ من الحجم الصغير الذي لا يتجاوز الواحد سنتيمتر، وصولا إلى أضخم براد رأيته في حياتي.

إلى جانب ذلك، بدأ مورو في إعداد تفسير لعدد من آيات القرآن الكريم، وقد اطلعت على بعض الأمثلة التي تكشف عن قدرة عالية في تأويل النص القرآني.

والسؤال الذي شغلني بعد زيارته: كيف تُهدر مثل هذه الطاقة؟ ولماذا يُترك هذا الرجل الذي جاوز الستين يدور في حلقة مفرغة، لا مردود لها على مجتمع يحتاج لكل أبنائه؟ بل كيف يترك هذا الشخص في ثلاجة الإهمال في مرحلة تشهد جنوحا دينيا متزايدا في أوساط الشباب، في حين أنه يملك القدرة على الجدل الديني، ويستطيع أن يساهم من موقعه في ترشيد الآلف من هؤلاء؟

لا نريد الدخول في التفاصيل، فمهما كان حجم المؤاخذات أو التبريرات التي تقدمها الأجهزة الإدارية والأمنية لاستمرار حرمان عبدالفتاح مورو من جواز سفره لفترة تتجاوز العشرين عاما، فإن ما قدمه هذا الرجل لتونس، ولكثير من أبنائها، يفرض إعادة النظر في التعامل معه، وعلى الأقل تمكينه من حق السفر، ليشاهد العالم، ويحج إلى بيت الله الحرام، ويلتقي بالعلماء والمثقفين، وبذلك يتواصل عطاؤه إلى أن يلقى ربه العالِم وحده بقلوب الناس وأقدارهم وأفعالهم. فخطوة مثل هذه سيقدّرها الكثيرون.

(*) كاتب تونسي

(المصدر: صحيفة 'القدس العربي' (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جويلية 2008)
Partager cet article
Repost0
12 juillet 2008 6 12 /07 /juillet /2008 13:15
تونس: حقيقة الصورة وبؤس السيناريو
 
 
بقلم: مختار اليحياوي

يبدو أنه وقع التخلي في النهاية عن الزيارة التي كانت مبرمجة للجنوب الغربي من طرف الرئيس بن علي لهذه المنطقة التي تشهد منذ فترة توترا إجتماعيا تجلى بشكل مشهود في المظاهرات الإحتجاجية التي شهدتها مدن منطقة الحوض المنجمي بقفصة ومعتمدية فريانة من ولاية القصرين. و كان من المفروض أن يشكل تحول رئيس الدولة على عين المكان علامة واضحة على إهتمام الدولة بأوضاع المنطقة و تأكيد للثقة في سعيها إلى حل مشاكلها و هو السلوك السليم الذي يفترض أن يسلكه الرمز الأول للسلطة في مثل هذه الحالات. كما كان من المفروض أن يقع الترفع عن الإعتبارات السياسية الضيقة في مواجهة المشاكل الحقيقية ترسيخا لعلوية الدولة و رفعا لشأنها فوق كل الإعتبارات خاصة عندما تكون أسباب التوتر ناتجة عن الشعور بالظلم بسبب عدم التوازن في معاملة الدولة لمختلف الجهات.

و لكن كل المؤشرات الصادرة منذ نهاية الأسبوع الأول لشهر جوان الماضي تشير إلى أن نظام الرئيس بن علي إختار مرة أخرى سياسة العصا و الجزرة في التعامل مع هذه القضية. فبعد إرسال الجيش لمساندة قوات الأمن في تضييق الحصار و تشديد المطاردة على أهالي الرديف و مدن الحوض المنجمي أطلق مسلسل المحاكمات لتطهير المنطقة من كل 'المناوئين' لسياسة نظامه و الإعداد في نفس الوقت لمحاكمة سياسية كبرى جديدة ضد رموز الحركة الإجتماعية.

وعملا بمكيافيلية سياسة 'فرق تسد' و بينما تشهر العصا في وجه أبناء ولاية قفصة يقع التلويح بالجزرة لأبناء ولاية القصرين باستدعاء أعوان النظام غير المغضوب عنهم في مختلف مناطق الولاية للإجتماع بالرئيس في قصره بقرطاج في هيئة 'مجلس جهوي للولاية' للإستماع لحصيلة الإجراءات الرئاسية المقررة لفائدة الولاية والتي أطلقت عليها الصحافة عنوان 'الإجراءات الرئاسية الشاملة لدفع برنامج التنمية و تحسين جودة الحياة في كامل مناطق الجهة' و التي تذكرنا في عدة فصول منها ببسكويت 'ماري أنطوانات' مثلما تعلق بتهيئة المنتزهات العمومية و توسيع الملاعب الرياضية و تعبيد المسالك المؤدية للأولياء الصالحين. و ملخص القول أن أعيان القصرين خرجوا طراطير من لقاءهم بحضرة الرئيس ليعودوا إلى ولايتهم و ينضموا مسيرة 'عرفان و إكبار' تناشد الرئيس بن على الترشح لانتخابات 2009.

لا أضن هذا التقديم لحقيقة ما يحصل في بلادنا سوف ينظر له المسئولون خارج ما يصنفونه بالكتابات المغرضة في خانة الحاقدين على النظام و 'إنجازاته الرائدة' و لكن الموضوع الذي أردت لفت الانتباه إليه في الحقيقة يتعلق بارتداد الممارسة السياسية للسلطة في مختلف مظاهرها و انحباسها داخل توظيف مختلف مقومات الدولة لمحاولة الإيهام بوجود شرعية شعبية لهذا النظام من خلال توظيف كل ممارسة سلطة أو معالجة سياسية لأية قضية إلى بحث محموم عن الزبونية السياسية و لتمرير تواصل إحتكار السلطة من طرف الماسكين بها حاليا لفترة إضافية من خلال موعد إنتخابات 2009 دون تقديم أي تنازل حول مختلف الإستحقاقات الحقوقية و السياسية و الإجتماعية والإقتصادية التي باتت تحاصره من كل الجهات.

لذلك لم يبقى الدعاية الرسمية سوى البحث عن إخفاء كل المطالب الحقيقية بالسهر على تقديم الشعب التونسي في صورة الشعب الواله برئيسه و المتمسك بحكمه و المتوسل له بمواصلة رئاسته. فلا يكاد يحصل حدث أو تمر مناسبة سياسية أو ثقافية أو إجتماعية أو حتى رياضية دون أن تنتهي بمناشدة الرئيس بن على للترشح لانتخابات 2009. ويتواصل هذا المشهد السخيف بشكل أكثر إمعانا في الإسفاف عما حصل في الدورة السابقة سنة 2004 عندما كان النظام بحاجة لإيجاد مسوغ لتجاوز الحاجز الدستوري الذي يمنع الرئيس بن علي من الترشح بعد أستيفاء عدد الدورات التي يسمح له بها الدستور و التي حددها بنفسه سنة 1987 عندما رفع شعار 'لا رئاسة مدى الحياة'. وبينما تحاول هذه المناورة إبراز الرئيس بن على في مظهر المتعالي المنشغل تماما عن الحملة الطاحنة التي تسوق له بمسؤولياته الرفيعة حتى الموعد المحدد لإعلانه التنازل استجابة لتوسلات شعبه يتم الإعداد للنهاية الطبيعية المنسجمة مع السيناريو القائمة عليه الحملة الرئاسية و التي تقتضي الإعلان ليلة ختم الإقتراع عن فوزه بنسبة تقارب الإجماع و التي لا تبقي أي مجال لمعارضته أو للتصدي لاستبداده و استبداد بطانته.

هذا السيناريو البائس لم يعد يصلح إلا كشاهد عن تخلف هذا النظام و مدى الضرر الذي هو بصدد إلحاقه بهيبة الدولة في سياقه. و قد غدى مهزلة مكشوفة الأدوار و الأطوار لم تعد تنطلي حتى على أشد الأغبياء حمقا و المتخلفين ذهنيا إختلالا في المدارك العقلية في تونس اليوم. و لكنه مع ذلك يبقى الشاغل الأهم لنظام إنفصمت علاقته عن المشاغل الحقيقية لمجتمعه و القضايا المصيرية لبلده. لذلك نجده يجند دولة كاملة بكل طاقاتها على مدى سنوات قبل أوانه لتنفيذه و يجعل منه الشاغل الأول لإدارتها و حكومتها و قضائها و أمنها و جيشها و نوابها و أحزابها و صحافتها و إعلامها كل يدلي بدلوه و يقوم راضيا أو مكرها بدوره في نحت الصنم الشاهد على غياب حريته و انفراط سيادته في وطنه.

كثيرون سينعقون و يزعقون عند قراءة هذا الخطاب و سيرددون على مسامعكم شرعية المكاسب القائمة على ما وقع تحقيقه من إنجازات. و لو كانت إنجازاتهم حقيقية ما لذي يخيفهم و يمنعهم من التقدم بها أمام الشعب التونسي في انتخابات حقيقية. و لكن و قبل كل هذا ما لذي يمكن أن ينتظره مجتمع من نظام يحكم عليه بالقصور السياسي و الوصاية الأبدية.

الحالة الحقيقية للوضع في بلادنا تجسمها هذه الصورة التي نشرتها و كالة تونس إفريقيا للأنباء عن مسيرة 'الولاء و التأييد' في القصرين حيث يفرش العلم في الأسفل و ترفع صورة بن علي في الأعلى و هو وضع لا يمكن أن يرتضيه حتى التجمعيون لذلك نعتذر عن قلب الصورة في هذا المقال حتى نعيد علمنا إلى وضعه الصحيح.

المختار اليحياوي – تونس في 7 جويلية 2009

(المصدر: مدونة Mytunisie  مختار اليحياوي (بالعربية) بتاريخ 7 جويلية 2008)
الرابط: http://mytunisie.rsfblog.org/politique/
Partager cet article
Repost0
9 juillet 2008 3 09 /07 /juillet /2008 18:01

Impression d'écran du blog collectif contre la censure en Tunisie

يبدو أن المدونات في تونس أصبحت في نظر البعض تمثل مادة إعلامية قيمة تبرز رؤية جديدة غير تلك التي تعود التونسيون على قراءتها في الإعلام التقليدي وخصوصا الرسمي.
وأصبح العديد من الصحفيين التونسيين ينظرون بكثير من الاهتمام إلى طريقة المدونين في صناعة الخبر، خصوصا بعد أن تحول المدون من مجرد كاتب خواطر إلى ناقد اجتماعي واقتصادي وسياسي.

وبدأ بعض الصحفيين في وسائل الإعلام، خاصة الإلكترونية منها، يتناول ما ينشره المدونون، فأصبح الصحفي يطالع أولا ما تنقله المدونات من أحداث على الساحة الوطنية قبل أن يبدأ بكتابة مقاله.

استقطاب الصحفيين

ويقول الصحفي سفيان مهداوي في تصريح للجزيرة نت إن المدونات تحرص على التعاطي مع الخبر بشكل مختلف عن وسائل الإعلام التقليدية، فهي تسعى إلى أن تكون مصدر معلومات جريء ذا مصداقية، وهو ما يشكل للصحفيين مادة إخبارية متميزة.

ويضيف مهداوي أن “المدونات نجحت بفضل تغطيتها وتفاعلها الحي بالنص والصورة مع الأحداث الوطنية والالتصاق بهموم المواطن في جلب اهتمام الصحفيين الذين يواجهون في أغلب الأحيان مشكلة احتكار المعلومة من قبل المؤسسات الإعلامية الرسمية”.

وقد تنجح جهود المدونين -حسب بعض المهتمين- في سحب البساط من تحت أقدام الصحافة التقليدية، فالمدونات تتميز بسرعة التعاطي مع الأحداث بعيدا عن الرقابة الذاتية أو الموضوعية، وهو ما يؤهلها في نظر كثير من الإعلاميين للعب دور الإعلام البديل، إذا ما تقيدت بأخلاقيات المهنة.

وكان عدد من الصحفيين العاملين في جريدة لابراس الرسمية، قدموا في 26 مارس/آذار الماضي دعوة للحكومة لإنقاذ صحيفتهم مما سموه التدهور الذي تعيشه بعد أن أصبحت تعتمد على إعلام جامد، يفتقد لخصائص حرية الإعلام.

وتسارعت وتيرة اهتمام المدونين التونسيين بالأحداث الوطنية، ويتجلى هذا الانغماس في الشأن الوطني من خلال ما أصبح يسمى بالأيام التدوينية المشتركة، إذ يتم التفاهم على يوم محدد من قبل المدونين للحديث عن موضوع رئيسي معين.

وكان آخرها يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، وسميت بيوم التدوينة الحمراء، وذلك للاحتجاج على الأوضاع التي شهدها الحوض المنجمي بقفصة جنوب البلاد، وقد غلب اللّون الأحمر القاتم على عدد كبير من المدونات.

حرية تعبير

وساهمت المدونات التونسية في توسيع هامش حرية التعبير، وتتجه اليوم حسب الكثير من الإعلاميين نحو صناعة رأي عام ينتقد القرار السياسي، خصوصا بعد أن توسع اهتمام المدونين ليطال محرمات السياسة.




ويقول الصحفي عماد بن سعيد في تصريح للجزيرة نت إن ما لم يكن مسموحا النطق به في الشارع العام تداولته المدونات التونسية بكثير من النقد والتوجيه الهادف، وهو ما شكل برأيه قفزة نوعية في الوعي التونسي. من الواضح أن المدونات لم تجلب اهتمام الصحافة فقط، بل جذبت إليها كذلك عيون الرقابة التي حجبت الكثير من المواقع والمدونات

وأعرب بن سعيد عن تأييده لحرية المبادرة في مجال الإعلام أيا كان نوعها، لكن بشرط احترام حرية الآخرين والتعاطي بكثير من الدقة والموضوعية والاستقلالية في تناول القضايا، بعيدا عن القذف والتجريح كما يقع في بعض المدونات التونسية التي تكتب بالعامية.

وأضاف “على المدونين الالتزام ببعض المعايير الأساسية التي من شأنها أن تدعم المدونات وتحولها من مجرد تعبير عن المشاعر أو الانفعالات الآنية لتتحول إلى منابر يمكن أن تهذب المجتمع وأن تقوده إلى ثقافة راقية وهادفة”.

ومع أن الإقبال على تصفح المدونات في تونس في تزايد مستمر، بالنظر أيضا إلى ارتفاع عدد المشتركين في خدمة الإنترنت، إلا أنه من الواضح أن المدونات لم تجلب اهتمام الصحافة فقط، بل جذبت إليها كذلك عيون الرقابة التي حجبت الكثير من المواقع والمدونات.

خميس بن بريك-تونس

المصدر: الجزيرة

Partager cet article
Repost0
9 juillet 2008 3 09 /07 /juillet /2008 17:58
هل العالم مقبل على صدمة نفطية ثالثة؟
 
 


توفيق المديني

منذ أن تجاوز سعر برميل النفط سقف المئة دولار في شهر ديسمبر الماضي، استمر في تحليقه عاليا مسجلا الرقم القياسي تلو الآخر، وبات العالم يعيش على وقع أسعار النفط المتصاعدة، حتى انه بات من غير المستغرب أن يتجاوز سعر برميل النفط سقف 200 دولار، وربما سيصل إلى نحو 250 دولاراً، كما يتوقع ذلك معظم الخبراء في الغرب.
لقد أسهمت القفزات الجنونية لأسعار النفط في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية على مستوى عالمي، وأدت أيضاً إلى ارتفاع أسعار النقل الجوي والبحري والكهرباء والمعادن، وبالطبع أسعار السيارات والتدفئة، لكن إسقاطاتها المدمرة أصابت البلدان النامية في عالم الجنوب، ذات الموارد المالية المحدودة، التي بالكاد يمكنها تغطية حاجياتها الأساسية من الغذاء.

ويعزو المحللون الغربيون هذه القفزات الجنونية لأسعار النفط، التي تقلق في المقام الأول الدول الصناعية الغربية والدول المستوردة للنفط، والبلدان الناشئة، إلى العوامل الجيوبوليتيكية: استمرار التوترات حول البرنامج النووي الإيراني، والشكوك القوية بشأن الاستقرار السياسي في العراق في ظل الجدل القائم حول التوقيع على المعاهدة بين الحكومة العراقية وإدارة الرئيس بوش، والهجمات المتكررة للمتمردين في جنوب نيجيريا المستمرة منذ سنتين والتي تقود إلى انخفاض استخراج كميات أكبر من النفط الخام.

يحلل الخبير الاقتصادي في مجال الطاقة وأستاذ في جامعة أوهايو نورثرن أ.ف. الحاجي في مقاله المعنون: كيف يؤثر الدولار في أسعار النفط؟ والمنشور في صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 29/6/2008، أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط إلى ضعف قيمة الدولار، بالقول: إذ إن انخفاض الدولار لمدة قصيرة لا يؤثر في العرض والطلب، ولكنه يؤثر في المضاربة والاستثمار في عمليات شراء النفط الآجلة. فمع انخفاض قيمة الدولار ينجذب المستثمرون نحو الاستثمار في السلع الخام بما فيها النفط. والاستثمار في عمليات الشراء الآجلة يشكل وقاية ضد الدولار المتدهور وفي الوقت نفسه أداة اقتصادية قادرة على تحقيق أرباح ضخمة، وخصوصاً مع تضاؤل القدرة على إنتاج فوائض من النفط، والزيادة على الطلب، وانحدار أسعار الفائدة، وانهيار سوق العقارات، والأزمة المتمكنة من قطاع المصارف.

و يعطي هذا التحليل مصداقية أكبر لمنظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) عندما تحمل الشركات والمساهمين الأميركيين والمضاربين المسؤولية عن ارتفاع الأسعار. فها هو جورج سوروس، الممول الذي يحتكم على مليارات عديدة من الدولارات، والذي يُعرف بأنه الرجل الذي كاد "يحطم بنك انجلترا"، في أوائل التسعينات، يقول: "إن المضاربين الماليين هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن رفع أسعار النفط الخام". ويضيف: "المضاربة تؤثر في الأسعار بصورة متزايدة. ان للسعر شكل القطع المكافئ الذي تمتاز به الفقاعات".
وفي مؤتمر جدة للنفط الذي عقد في 22 حزيران الماضي، تواجهت وجهتا النظر المعروفتان: فهناك وجهة النظر التقليدية للدول المنتجة للنفط التي تتهم المضاربات في أسواق المال بالوقوف وراء هذا الارتفاع الجنوني لأسعار النفط، إضافة إلى امتناع الدول المستهلكة عن تشييد مصاف للتكرير تلبي الحاجيات المتزايدة على المحروقات في بلدانها. وهناك في الوقت عينه وجهة نظر الدول المستهلكة التي تلقي باللوم تقليديا على دول منظمة "أوبك" لعدم مبادرتها لزيادة إنتاجها لتأمين امدادات أكثر إلى الأسواق.

ومهما يكن من أمر هذه العوامل التي أسهمت في ارتفاع أسعار النفط التي تقض مضاجع الناس في كل أصقاع الأرض، فإن القضية التي نحن بصدد مناقشتها هي أن العالم أصبح يعيش الآن على إيقاع الصدمة النفطية الثالثة.في عقد السبعينيات كان الأمر يتعلق بصدمة العرض إذ إن ارتفاع أسعار النفط بنحو ثلاثة أضعاف خلال بضعة أشهر بالطريقة التي شهدها العالم كانت مرتبطة بتداعيات حرب أكتوبر 1973. أما الصدمة النفطية الثانية فلها علاقة باندلاع الثورة الإسلامية في إيران، وبداية الحرب العراقية ـ الإيرانية.

الصدمة النفطية الحالية لها علاقة بارتفاع الأسعار بوتائر متسارعة التي يعود سببها الرئيس إلى الزيادة الكبيرة في الطلب. وتطلب الأمر سنوات عديدة حتى تضاعفت أسعار النفط خمس مرات، مدفوعة بالطلب القوي من جانب البلدان الناشئة التي تشهد ثورات صناعية متلاحقة، ولا سيما الصين والهند، إضافة إلى تراجع الإنتاج في المصادر التقليدية للنفط، وانخفاض قيمة الدولار، والمضاربات، والعوامل النفسية.

ونبقى في إطار المقارنة مع بداية السبعينيات التي سجلت نهاية التوسع والازدهار في الرأسمالية الصاعدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي يلقبها الخبراء بنهاية عهد "الثلاثين سنة المجيدة" في البلدان الصناعية الغربية المتسمة بالاختلالات في الاقتصاد العالمي. فكانت الصدمتان النفطيتان 1973 و1979 بمنزلة الزلزال العنيف الذي ضرب البلدان الرأسمالية المتقدمة التي بدأت منذ حينئذ البحث عن الطاقة البديلة عبر تطوير الطاقة النووية. أما اليوم، فإن الصدمة النفطية تضرب الاقتصاديات الصاعدة للبلدان الناشئة في الوقت الذي تبدو فيه اقتصاديات البلدان الغربية قوية.

المصدرصحيفة المستقبل اللبنانية بتاريخ 7 جويلية 2008
Partager cet article
Repost0
9 juillet 2008 3 09 /07 /juillet /2008 17:57
بعد انتخابهم لعضوية المؤتمر القادم للحزب الحاكم
تونس: النواب يناشدون الرئيس الترشح لانتخابات 2009

 
 
تونس - محمد الحمروني 

جرت في تونس يوم الأحد 6 يوليو الجاري انتخابات نواب مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، الذي يعقد في الفترة ما بين 30 يوليو و2 أغطس القادم، وهو المؤتمر الخامس بعد التحول الذي أوصل الرئيس زين العابدين بن علي إلى الحكم سنة 1987.
وأشرف على الانتخابات التي دارت في وقت متزامن في مختلف محافظات البلاد أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية للتجمع.
وأكد المتدخلون في كلماتهم الانتخابية على أن هياكل التجمع تشكل الإطار الأمثل لترسيخ ثقافة الديمقراطية والشفافية والتنافس النزيه في الحياة السياسية الوطنية.
وناشد المشاركون في هذه الانتخابات الرئيس زين العابدين بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009.
ويمثل انتخاب النواب المرحلة الأخيرة في سلسلة الاستعدادات لعقد المؤتمر القادم للحزب الحكام والذي سيشكل انعقاده محور الحياة السياسية في الفترة القادمة.
وتشير كل الدلائل على أن المؤتمر القادم سيعلن عن ترشيح الرئيس بن علي لولاية خامسة.
وكان الرئيس التونسي أجرى سنة 2004 تعديلا دستوريا ألغى بموجبه تحديد عدد الترشحات لرئاسية الجمهورية. وأثار هذا التعديل جدلا واسعا في تونس.

(المصدر: صحيفة 'العرب' (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 جويلية 2008)
Partager cet article
Repost0
25 juin 2008 3 25 /06 /juin /2008 23:25

د. خــالد الطـراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

لم أر أصعب على الإنسان في مشوار حياته المتنوع بين أفراح وأحزان، ونعم وابتلاء، ومسرات وفواجع، من مفارقة أهله وذويه فراقا ظرفيا أو أخيرا، حيث التقت عناصر العقل بالوجدان والعاطفة، والحب والود، والعشق أحيانا بصلة الرحم المقدسة من أبوة وأمومة وأخوة...

كان عمره لا يتخطى الرابعة، بدأ يركّب الحروف ويدفع بالكلمات دفعا يروق له ولنا، يكثر الأسئلة المقلوبة وغير المفهومة أحيانا، ولكنه لا يصمت أبدا، فقد اكتشف أن الكلمة منطلق لحريته وللخروج من قفص السكون أو البكاء، ولن يفتكها منه أحد، فهي جناحاه الذان يطير بهما نحو اكتشاف ما حوله والتعبير لمن يريد أو لا يريد، عما يريد، وتبليغ مقصده...

عندما ولجنا بوابة المطار ووصلنا إلى نافذة القمارق وأنا أصحبه وأمه واخوته في رحلة عودة إلى أرض الوطن، تأخرت قليلا وأردت توديع الجميع حيث سطّر لي القدر مكاني الذي لا يجب علي تجاوزه فلكل منزلته ومستقره، التفت إلي صغيري وقال لي : ألا ترافقنا يا أبي؟... لم أجبه حياء وألما... فأعادها ثانية : ألا تصحبنا يا أبي؟...

قلت وقد حاولت إظهار ابتسامة أتمنى أنها لم تخني : اسأل أخاك فقد سألنيها من قبل. ثم واصلت وقد نسيت أني أخاطب البراءة والطفولة : اسأل الحاكم، اسأل الضمير، اسأل الدستور، اسأل حقوق المواطن والرعية...

تلقفتها أمه وأنقذتني : سيلحق بنا ياعزيزي عندما ينهي أعماله ولن يطول غيابه. ثم أردفتها بهمهمة : هي السياسة ولكن لا ألعنها، والحمد لله على كل حال و" إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب" !!!

قلت : نعم هي السياسة وهي مطيتي إلى الآخرة، فهو باب أكرمنا الله به عسى أن نطرق به باب الجنة إن أحسنا الطرق والإجابة...

نظر إلي الصغير ولم يفهم ما يدور حوله، ثم أعاد باكيا : لماذا لا تصحبنا يا أبي؟؟؟

رفعته إلى أحضاني وقلت له : لقد أراد أبوك يابني أن يعيش جزء من حياته من أجل وطن أحبه وأحب أهله، لكن بعضا من أهله سامحهم الله جاروا عليه ولا يريدون رؤيته!

فقال مستغربا : عد معنا يا أبي ولا تريهم وجهك، ابق معنا في البيت مع جدي وجدتي ولا تخرج إليهم!

قلت وقد غلبتني العبرات وأنا ابحث عن لسان جفت أطرافه : يابني، إنهم لا يحبون رؤيتي وبمنعونني من الدخول!

فأجاب بسرعة : نأخذ معنا أبناء عمي وخالي ونتغلب عليهم ونعود وندخل البلاد!!!

قلت ضاحكا : أي بني لهم أيضا أخوال وعمومة وخاصة كثير من الأصهار، وسيغلبوننا لا محالة!

قال بنبرة الفائز: أنت لا تعرف قوتنا وقوة أبناء عمي، فكلهم يلعبون في الكاراتيه !!....

ازداد تبسمي وضحكي ولكنه ضحك يخفي الكثير من الألم، والتفت إلى أمه مداعبا : ابنك قد حسم أمره ويريدها بقوة  ودون تلكؤ!

قالت وهي تهز رأسها : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه!

قلت : الحمد لله أن عوضني عن الوطن بزوجة صالحة وذرية طيبة وراحة ضمير!

نظرت إلي وابتسمت قائلة : وهل يعوَّض الوطن ؟

قلت : أنتم الوطن حين يغيب الوطن !  

زدت احتضانا لصغيري وسقطت بعض الدموع فلامست وجنتاه فألقى رأسه إلى الوراء وقال غاضبا : لقد بللتني بالماء يا أبي!

ضممته ثانية وهمست له بكلمات لم يسمعها غيره ولم يفهمها هو... إلى اللقاء ياصغيري، إلى اللقاء في تونس....

24 جوان 2008

ينشر بالتزامن مع موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

Partager cet article
Repost0